کد مطلب:352974 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:194

النبی یتناقض فی حدیثه
أخرج البخاری فی صحیحه فی كتاب الفتن باب إذا التقی المسلمان بسیفهما - من

جزئه الثامن صفحة 92. عن عبد الله بن عبد الوهاب حدثنا حماد عن رجل لم یسمه عن الحسن قال: خرجت بسلاحی لیالی الفتنة فاستقبلنی أو بكرة فقال: أین



[ صفحه 285]



ترید؟ قلت أرید نضرة ابن عم رسول الله صلی الله علیه وسلم! فقال: قال رسول الله صلی الله علیه وسلم إذا تواجد المسلمان بسیفهما فكلاهما من أهل النار، قیل فهذا القاتل فما بال المقتول قال إنه أراد قتل صاحبه - قال حماد بن زید فذكرت هذا الحدیث لأیوب ویونس بن عبید وأنا أرید أن یحدثانی به، فقالا إنما روی هذا الحدیث الحسن عن الأحنف بن قیس عن أبی بكرة. كما أخرج مسلم فی صحیحه من كتاب الفتن وأشراط الساعة باب إذا تواجد المسلمان بسیفهما. حدیث أبی بكرة عن الأحنف بن قیس، قال: ذهبت لأنصر هذا الرجل، فلقینی أبو بكرة، فقال: أین ترید، قلت: أنصر هذا الرجل قال: ارجع فإنی سمعت رسول الله یقول: إذا التقی المسلمان بسیفهما فالقاتل والمقتول فی النار فقلت یا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حریصا علی قتل صاحبه [1] .

من خلال هذه الأحادیث الموضوعة یفهم القارئ بوضوح الأسباب التی دعت لوضعه، ویتجلی أبو بكر بعداوته إلی ابن عم المصطفی وكیف عمل علی خذلان أمیر المؤمنین ولم یكتف بذلك حتی أخذ یثبط عزائم الصحابة الذین أرادوا نصرة الحق ضد الباطل فیختلق لهم مثل هذا الحدیث الذی لا تقبله العقول ولا یقره القرآن الكریم ولا الصحیح من السنة النبویة. فقول الله سبحانه وتعالی: فقاتلوا التی تبغی حتی تفئ إلی أمر الله [الحجرات: 9]. أمر صریح فی قتال البغاة والظالمین ولذلك تلاحظ أن شارح البخاری نفسه كتب علی هامش الحدیث هذه العبارة (أنظر هل فی هذا الحدیث حجة علی مقاتلة البغاة مع قول الله تعالی فقاتلوا التی تبغی) وإذا تعارض الحدیث مع كتاب الله فهو مكذوب ولیضرب به عرض الجدار. أما



[ صفحه 286]



السنة النبویة الصحیحة فقوله صلی الله علیه وسلم فی علی من كنت مولاه فعلی مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره، واخذل من خذله وأدر الحق معه حیث دار، فموالاة علی هی موالاة لرسول الله صلی الله علیه وسلم ونصرة أمیر المؤمنین واجبة علی كل مسلم وخذلانه هو خذلان للحق ونصرة للباطل. ثم لو تأملت فی حدیث البخاری لوجدت هناك فی سلسلة الرواة واحدا مجهولا لم یذكروا اسمه إذ یقول: حدثنا حماد عن رجل لم یسمه، وهذه تدل دلالة جلیة بأن هذا المجهول هو من المنافقین الذین یبغضوا علیا ویحاولون جهدهم طمس فضائله أو بالأحری القضاء علیه وعلی ذكره ما استطاعوا لذلك سبیلا. وقد قال سعد بن أبی وقاص الذی امتنع هو الآخر عن نصرة الحق ائتنونی بسیف یقول هذا علی حق وهذا علی باطل لأقاتل به وبمثل هذا التمویه یلبس الحق بالباطل وتضیع السبل الواضحة لتحل محلها الظلمات. علی أننا نجد فی كتب السنة المعتمدة أن رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم بشر الكثیر من أصحابه بالجنة وخصوصا العشرة الذین اشتهروا بین المسلمین بأنهم المبشرین بالجنة. فقد أخرج أحمد والترمذی وأبو داود أن النبی صلی الله علیه وسلم قال: أبو بكر فی الجنة وعمر فی الجنة وعثمان فی الجنة وعلی فی الجنة وطلحة فی الجنة، والزبیر فی الجنة، وعبد الرحمن بن عوف فی الجنة، وسعد بن أبی وقاص فی الجنة، وسعید بن زید فی الجنة وأبو عبیدة بن الجراح فی الجنة [2] .

وقد صح عن النبی صلی الله علیه وآله وسلم قوله: أبشروا آل یاسر فإن موعدكم الجنة وقوله اشتاقت الجنة إلی أربع علی وعمار، وسلمان



[ صفحه 287]



والمقداد وقد روی مسلم فی صحیحه أن عبد الله بن سلام بشره رسول الله بالجنة وصح عنه قوله: الحسن والحسین سیدا شباب أهل الجنة، وكذلك صح عنه أن جعفر بن أبی طالب یطیر مع الملائكة فی الجنة. وأن فاطمة الزهراء سیدة النساء فی الجنة وأن أمها خدیجة بشرها جبرئیل ببیت من قصب فی الجنة وصح عنه قوله: صهیب سابق الروم إلی الجنة، وبلال سابق الحبشة إلی الجنة وسلمان سابق الفرس إلی الجنة. وإذا كان الأمر كذلك فلماذا تختص أحادیث البشارة بالجنة إلا علی هؤلاء العشرة فلا تجد مجمع ولا مجلس إذا ما تحدثوا عن الجنة إلا وجاءوا بذكر العشرة المبشرین بالجنة. ونحن لا نحسدهم علی ذلك ولا نضیق رحمة الله الواسعة التی وسعت كل شی ولكن نقول فقط بأن هذه الأحادیث تناقض وتتعارض مع حدیث إذا التقی المسلمان بسیفهما فالقاتل والمقتول فی النار. لأننا لو صدقنا به لتبخر حدیث البشارة بالجنة إذا أن معظم هؤلاء تحاربوا وتقاتلوا وقتل بعضهم بعضا، فطلحة والزبیر قتلا فی حرب الجمل التی قادتها أم المؤمنین عائشة ضد الإمام علی بن أبی طالب وسلت سیوفهم بل وتسببوا فی قتل الآلاف من المسلمین. كما أن عمار بن یاسر قتل فی حرب صفین التی أشعل نارها معاویة بن أبی سفیان وكان عمار متواجدا بسیفه مع علی بن أبی طالب فقتلته الفئة الباغیة كما نص علی ذلك رسول الله صلی الله علیه وآله وسلم كما أن سید الشهداء سید شباب أهل الجنة الإمام الحسین تواجد بسیفه هو وأهل بیت المصطفی صلی الله علیه وآله وسلم مقابل جیش یزید بن معاویة، وقد قتلهم كلهم ولم ینج منهم إلا علی بن الحسین. فعلی رأی هؤلاء الكذابین فإن كل هؤلاء فی النار القاتلین والمقتولین، لأنهم التقوا بسیوفهم.



[ صفحه 288]



وواضح أن الحدیث لا یمكن أن تصح نسبته إلی من لا ینطق عن الهوی إن هو إلا وحی یوحی، وهو كما قدمنا یصدم مع المنطق والعقل، ویناقض كتاب الله وسنة نبیه صلی الله علیه وآله وسلم والسؤال الذی یطرح هنا، كیف یغفل البخاری ومسلم عن مثل هذه الأكاذیب ولا یتنبهون لها؟ أم أن لهما فی أمثال هذه الأحادیث مذهب وعقیدة؟


[1] أخرج هذا الحديث أيضا البخاري في كتاب الإيمان باب المعاصي من أمر الجاهلية.

[2] مسند أحمد: 1 / 193، صحيح الترمذي: 13 / 183، سنن أبو داود: 2 / 264.